وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ – الصورة الكاملة للعبودية هي في اجتماع وجهي العرفان والثورة ضد الظلم – ٩ محرم
عناصر الحديث
• الصورة الكاملة للعبودية هي في اجتماع وجهي العرفان والثورة ضد الظلم
• صفات الله تعالى تنقسم إلى: صفات جمالية تظهر في رحمة الله تعالى ورأفته، وصفات جلالية تظهر في غضب الله وبطشه وانتقامه. وكمال الإنسان في اجتماع هذين الاتجاهين.
• من صفات المؤمنين: ” أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ”
• اكتساب هذه الصورة المتكاملة تبدأ من الخروج من قفص النفس، كما وصف النبي ﷺ المجتمع المؤمن إنما المؤمنين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سار الاعضاء بالسهر والحمى”
• بعد ذلك تتقدم الشريعة في وجوب الدفاع عن كيان المجتمع المؤمن،
• القرآن الكريم يضع خصائص لعباده الصالحين الأول في الآية “إنما يخشى الله من عباده العلماء ” والثاني” الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله “
السلام عليك يا أبا عبد الله، السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك … آجركم الله، يوم التاسع من المحرم، يوم اشتداد الحصار وعطش حرم النبوة، يوم أليم تصوره كلمات الإمام الصادق ” تاسوعاء يومٌ حوصر فيه الحسين وأصحابه ـ بكربلاء، واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه، وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها، واستضعفوا فيه الحسين وأصحابَه وأيقنوا أنّه لا يأتي الحسين ناصر، ولا يمدّه أهل العراق، ثم قال الإمام الصادق ع بأبي المستضعف الغريب…
ساعات قليلة، ويحل مغيب ليل العاشر الثقيل على القلوب، الليل الذي يحمل معه أنين بالعطش هنا، وشعور بخوف الفراق هناك، حوار بين أحباب هنا، وصلاة وتسبيح وحمد وتمجيد هناك، نظرة ترقب إلى عمود خيمة سوف يقلع من مكانه، ويتشتت الشمل هنا وهناك،
الشيخ بناهيان يقارن بين شهر رمضان وشهر المحرم، فيقول : إن شهر رمضان هو شهر نزول القرآن على قلب رسول الله ﷺ، وشهر المحرم هو شهر نزول القرآن الناطق على قلوبنا، فإذا كان معنى نزول القرآن أن يكون في متناول فهمنا وإدراكنا، فإننا نستطيع أن نعتبر المحرم هو شهر نزول القرآن ناطقاً على قلوبنا، حينما سقط الحسين صريعاً على أرض كربلاء، فكأنه إنما نزل على قلوبنا وهزها ولم ينزل على الأرض،
فالسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين
(وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ)، جملة قالها الإمام الحسين ليلة عاشوراء ضمن أبيات من الشعر أظهر فيها ألمه من انحراف الناس وانخداعهم بالدنيا، بحيث شوشت عليهم رؤيتهم للحقيقة.
عرضت سابقا جملة من الأمور التي تشوش هذه الرؤية: كالغفلة وعدم التفكير، والخلط في فهم قواعد الحياة، والهشاشة النفسية، وعدم الشعور بالحاجة للدين، ثم عدم فهم الحكمة من التكليف الإلهي ،
هذه هي الأسباب الأساسية التي يمكن أن تجعل الإنسان يحيد عن الحق ويختار الباطل، وهناك أسباب جانبية أخرى كوجود شبهات في مفاهيم الدين، لماذا التفاوت في الرزق بين الناس والله عادل؟ لماذا الظلم والشر موجود بين الناس؟ ما معنى القضاء والقدر وهل نحن مخيرين في أفعالنا او مجبرين؟ سوف يتم التعرض لها بحول الله.
في فهم الحكمة من التكليف، يفهم الإنسان أن إنسانيته لها وجه آخر هو العبودية، فلن يستطيع أن يبادر لنصرة الحق وإمام زمانه ، ما لم ير أن وجوده ليس إلا كونه جندياً لإمام زمانه ينتظر أمره لينفذه. هو خلق عبداً (للرحيم) بمعنى أن وجوده يحتاج لله تعالى ولإمام زمانه، ويبقى اختياره أن يميل إلى فطرته، أو يخالفها فتخذله.
بقي الكلام عن كمال العبودية، ما هي الصورة الكاملة للعبودية، هل هي في الاعتكاف والخلوة في جبل للتفرغ لعبادة الله؟ أو في العلم ونشره بين الناس سواء كان عالم دين، أو طبيب، او مهندس، أو أي مهنة لخدمة المجتمع؟ أو في الثورة ضد الظلم؟
اتفقنا أن المطلوب من خلق الإنسان، وبشكل عام أن هدف وجود جميع المخلوقات أن يصل المخلوق إلى كماله، فكمال البذرة في أنها تنمو لتصبح شجرة مثمرة، ولكن ما هو كمال الإنسان؟ يقول الله تعالى في تحديد هدف وجود الإنسان “وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون“. هدف خلق الإنسان هو أن يكون عبداً لله تعالى، أي مسلماً أموره لله تعالى، لا يرى لأحد قوة إلا الله، ولا يخاف إلا من الله ، لا يرجو إلا الله، هذا تلخيص للعبودية.
يلاحظ أن العبادة أو بالدقة حالة كون الإنسان عبداً مقدمة على جميع أعماله وأموره، بدليل أن المصلي في التشهد يذكر (وأشهد أن محمداً عبده ورسوله) ، أي أن مقام العبودية مقدم على مقام الرسالة، إذا ، كمال الإنسان أن يكون عبدا لله،
وهذه العبودية تتجلى في أعلى صورها في تجسيد الصفات الإلهية، ورد في الحديث القدسي “عبدي أطعني تكن مثلي “، أن أن مطلق الطاعة تتجلى في العبودية، ثم بعد ذلك يظهر الإنسان بصفات الله سبحانه فيكون الحكيم، القدير، العليم، الرحمن، ولكن بشكل مقيد في مقابل صفات الله المطلقة.
الله سبحانه له نوعين من الصفات: صفات جمالية تظهر فيها الرحمة، والرأفة، بالعباد مثل الرؤوف، الرحمن، الرحيم، اللطيف، وصفات جلالية يظهر فيها بطشه وغضبه وانتقامه من الكافرين، مثل الجبار القهار العزيز المنتقم. وكمال الإنسان في الجمع بين هذين الاتجاهين الرحيم من جهة، والقوي شديد البطش من جهة أخرى، أشداء على الكفار رحماء بينهم.
من الممكن في طول التاريخ أن نجد إنساناً له وجه عرفاني تعمق في معرفة الله، أو وجه ثوري ضد الظلم، وهذا مهم وجميل، ولكن الأهم والأجمل أن يجتمع في ظرف واحد، وعصر واحد، وحال واحد، الوجهان معا، الوجه العرفاني، والوجه الثوري، الروح التي تحمل في نفس الوقت روح عدم الخضوع، وروح الدفاع والمقاومة في مقابل الطاغين والطغيان، تحمل أيضاً روح السكون، والدعة، والشوق، والحب والميل للخالق تعالى، وتظهر هذه الحالة أيضاً لعباده المؤمنين في قوله تعالى ” واخفض جناحك للمؤمنين “أو في وصف المؤمنين ” أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ” وقبل ذلك يصفهم بوصف مهم، يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ،
هذه الجماعة التي يعز بها الدين سوف يأت الله بها، أي منصورة بيد الله، فالجمع بين هاتين الحالتين هو المهم، وهي المطلوبة.
ولو رجعنا إلى حياة النبي ﷺ لرأينا هذه الحالة، النبي ﷺ الذي يقول عنه نفس الإمام علي (كنا إذا احمر البأس لذنا برسول الله) ،في تلك اللحظات التي تشتد أزمة الحرب، بل وتطير القلوب يلوذ الشجعان بالنبي ﷺ وفي مقابل هذه المواقف قمة إظهار الضعف في مقابل الله تعالى تظهر في أدعيته ﷺ.
الإمام علي الذي ظهرت فيه الشجاعة بالدرجة التي يسميها أحد العلماء أنها ذات الشجاعة ،الإمام الذي تقدم سيفه على الجميع في ميادين الحرب، عُرفت له تلك المناجاة التي تظهر نفس رقيقة، محبة، عاشقة ، تظهر الذلة في الحضرة الإلهية .
وكل الأئمة اجتمع فيهم هذان الوجهان، صورة الرحمة الواضحة للمؤمنين، وصورة مقاومة السلطة الظالمة باختلاف الأشكال حسب ظروف الزمن. وإلا فلم كان التضييق والتشديد على تحركاتهم حتى انتهت حياتهم الشريفة بالسم على يد الظالم.
إذا ، صورة الإنسان الكامل هي في كونه مظهر للرحمة “أذلة على المؤمنين“، ومظهر للغضب الإلهي المقدس في نفس الوقت وكذلك “لا يخافون في الله لومة لائم ” .
واكتساب هذه الصورة المتكاملة تبدأ من وصف النبي ﷺ للمجتمع المؤمن:”إنما المؤمنون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سار الاعضاء بالسهر والحمى“، وهي دعوة أن ينمي الإنسان في نفسه الشعور بالآخر، وأن يخُرج نفسه من قفصها، ويتعلم أن الصحة النفسية هي في توسيع دائرة اهتمامه بحاجات الآخر، ليس من أجل الثواب فقط، بل لبناء النفس ( فكرة الثواب تشبه إلى حد كبير تشجيع الأطفال، بتقديم الوعود بالهدايا مقابل الدراسة، فإذا كبروا وتفوقوا في دراستهم، رأوا أن النجاح الذي حصلوا عليه هو أهم من تلك الهدايا الصغيرة التي اعطيت لهم، )
والفرق في الحالتين، أن الثواب الذي يحصل عليه الإنسان يتجسد في درجة سلم يصعد عليها ليرتقي في انسانيته، لذا من المهم أن يتحرر الإنسان من نفسه، ومن قفص النفس، حينما يبدأ يفكر في غير نفسه، ودائرته الصغيرة.
ومن هنا، فإن ضرورة تصفية القلب من الغل تجاه المسيء الآخر، ليس من جهة استحقاقه لذلك، بل لأن القلب ذاته يستحق الصفاء، المسيء لا يستحق انشغال القلب به لأن “قلب المؤمن عرش الرحمن“، ولا يجوز السماح بالدخول لعرش الرحمن إلا بإذن من الرحمن.
لذلك، صار الحب في الله، من منظومة الدين، نحب المؤمنين وندخلهم في قلوبنا بإذن الله ، ثم تواصل الشريعة في تقوية البناء المؤمن في تشريع شكر الآخرين، بحيث تقول له “من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق “حتى تكون شاكراً لله، يجب أن تكون شاكراً للناس، وهذا مما يقوي أواصر المجتمع المؤمن.
وفي نفس الوقت يعتمد في أمله على الله ولا غير، ويعتبر الآخرين وسائل الفيض، وحينما يشكر المخلوق فهو بما انه مخلوق لله تعالى لا شيء آخر يملك إرادة من دون الله، فيشكره بما أنه طريق لرحمة الله تعالى لا أنه زيد من الناس، بما أن الله خلقه لإيصال الخير، لذا ففي الحقيقة أن الله هو أهل للشكر، وما ذاك المخلوق إلا رسول الرحمة الإلهية.
هذه الرؤية تحتاج دقة كبيرة حتى تستقر في النفس ولا تخدش التوحيد. أنك يجب أن تشكر المخلوق وتتعاطف معه، ولكن بما أنه مخلوق، وأن صاحب النعمة هو الله تعالى.
بعد ذلك تتقدم الشريعة في وجوب الدفاع عن كيان المجتمع المؤمن، كما انك مسؤول عن دائرتك الصغيرة، فيجب أن توسع دائرة المسئولية لتكون مسئولاً عن الدائرة الكبيرة، وهذا المعنى يذكره من كان ايام الغزو العراقي، كيف تحول البلد إلى مجتمع متعاضد وأسرة واحدة، لا يأكل بيت من الخبز واللحم، قبل أن يوزع على باقي البيوت حوله، وهنا يتجسد المجتمع كالجسد الواحد،
صلاة الإنسان وارتباطه الروحي بالله علاوة على أنه يفصله عن الظلم والظالمين، وعدم الميل لهم، فهناك انزجار من الظلم، الذي يتجلى في حركته ضد الظلم في حياته، ومن هذا الباب جعلت هوية المسلم انه يهتم بأمور المسلمين.
لاحظوا رد الفعل الطبيعي الذي يرى الإمام علي أنه ينبغي أن يكون في نفس المؤمن تجاه الهجوم الوحشي على المدن الآمنة يقول : “ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعثها ما تمتنع عنه إلا بالاسترجاع والاسترحام ثم انصرفوا وافرين ما نال رجل منهم كلم ولاأريق لهم دم فلو ان امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا ماكان به ملوما بل كان عندي به جديرا “.
الإمام يريد ان يقول أن أفراد المجتمع الإسلامي كلهم مسئولون في توجيه انفعالاتهم لتصب في مسار صحيح ، كما يقول السيد الشهيد الصدر أن يكون هذا الإنفعال وهذا الغضب وهذا الشعور بالألم يعيشه كل أبناء الإسلام لا أن يعيشه خصوص من يواجه النار وجها لوجه لأن هذه النار ليست نار شخص بل هي نار تمس الإسلام بأجمعه .
وإلا فهل بإمكان الإنسان أن يكون مثل جهاز التلفزيون له قنوات، كل قناة حسب مناسبة معينة ، فيعيش اليوم فاجعة مؤلمة، قتل شهداء، ظلم، تشريد، فيبكي ويبكي، ثم تمر أيام ويعيش مناسبات سعيدة كالأعياد والمواليد فيفرح ويصفق وكأن لا شيء من أثر ذلك الألم الذي هزه باق في النفس، هل يتلاءم ذلك الحزن كله مع هذا الفرح كله ؟ وهذا ينطبق على أمور المناسبات والسفر للسياحة في محرم.
وفي هذا المجال تأتي وصايا أمير المؤمنين في صياغة نفس المسلم يقول :”اجعل همك هما واحدا “. هو لله يفرح لله ويغضب ويحزن لله . لا يأمل من غير الله ، لا يخاف غير الله، هنا يكون الاستقرار النفسي
القرآن الكريم يذكرها شيئين من الخصائص الربانية بعنوان الحصر، الأول في الآية “إنما يخشى الله من عباده العلماء ” لا أحد يخشى الله إلا العلماء
والثاني” الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله “أن نفس العلماء لا يخشون أحدا إلا الله ، والمقصود من العلماء هو الذي يصدق عمله قوله،
والخشية هو شعور غير الخوف، هو الجلال والقداسة لله تعالى، كما يظهر من قوله تعالى “الله نزل احسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء“.
فالخشية من الله تعالى نعمة تجمع معرفة أسماء الله تعالى الجلالية والجمالية، حالة روحية تجمع بين بين العرفان والحماسة الإلهية، ومن يخش الله، ويخش غير الله يمكن أن تكون له مناجاة ودعاء، ولكن ليست حماسة روح وحرارة وجهاد،
وكذلك من كان شجاعاً لا يخاف من أي أحد، لكنه لا يعرف الله تعالى يمكن أن تكون له انتصارات في ميدان المعركة، وليس لديه مانع من تفجير مناطق هنا وهناك وسلب حقوق الناس لتحصيل هدفه، وأمثال ذلك اسرائيل وأعوانها في المنطقة.
أما من يخش الله ولا يخشى أحدا غير الله، فهو يجمع بين وجهي الثورة والعرفان، وبسبب كونه يخاف من الله يقول “الويل لي ثم الويل لي إن كانت الجحيم موئلي “. وبسبب كونه لا يخشى غير الله، فيمكن أن تربط السلاسل في عنقه، ويطاف به من مكان إلى مكان، ثم بعد ذلك يستهزئ بالأمويين بالشام .
هذا هي العقيلة زينب ، وهذا هو الإمام زين العابدين الذي عرفت المناجاة به لا تقل شجاعته عن الأئمة الآخرين، وكل منهم كان بصورة حسب مسئوليته
فهاتان الفضيلتان تجمعان إلى بعضهما: المناجاة، ومواجهة الظالم، ومجموعهما يمثل الصورة الكاملة للعبودية، في الإنسان الكامل الموحد، موحد في خوفه، وفي أمله، وفي اعتقاده، كما أنه لا يقول الله موجود، ولكن، …كذلك لا يقول في وقت الخوف نعم أخاف من الله، ولكن ..،
وهذه الصورة الكاملة تحققت في عاشوراء في شخص مولانا أبا عبد الله الحسين الذي قال عنه الأعداء :”ما رأيت مكثورا قط ( تكاثرت الأعداء والمصائب حوله، ) قط قد قتل ولده وأهل بيته وأصحابه أربط جأشا ولا أمضى جنانا منه، إن كانت الرجالة لتشد عليه فيشد عليها بسيفه، فتنكشف عن يمينه وشماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب“.
اللهم لك الحمد على نعمة ولاية أهل البيت، الذي لم يخرج علماً صحيحاً إلا منهم، وليس في ذلك أية مبالغة، فكل علم يبدو في ظاهره صحيح، لا يمتد حتى تنكشف شطحاته وبعده عن الحق، إلا علم خرج من هذا البيت الكريم.
المسير على خط الحسين يوصل إلى روحية الحسين، في الوصية السياسية الإلهية للسيد الإمام رض نلاحظ هذا الخط يجمع بين هذين القسمين: فعند كلامه عن الروح المناهضة لقوى الشرق والغرب، بعد أن يعطي كل فرد في المجتمع الإسلامي وظيفته الحقيقية بأن يمشي على أساس قوي وينتبه لألاعيب الاستعمار الشرقي والغربي يقول: نحن نفتخر أننا ننتمي لمذهب أهل البيت أصحاب نهج البلاغة والصحيفة السجادية ودعاء عرفة والمناجاة الشعبانية ،ثم يعطينا خط سيد الشهداء ويوصي الجميع بإقامة العزاء، والمحافظة على هذا الخط
هذا الإمام هو الابن البار للإمام الحسين ، ابن بار بمعنى أنه حفظ الخط وحفظ الوصية وظهر بالشكل الذي أرهب العالم، وننعم اليوم باستمرار حفظ الخط الحسيني في الجمع بين العرفان معرفة الله وبين إرهاب المستكبرين في مراجعنا الكرام.
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا احتنابه، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك انت الوهاب
والحمد لله رب العالمين
زر الذهاب إلى الأعلى