القاسم بن الحسن
جـاءَ الحـسـيـن مرسـلاً دموعَـه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *
جاء الحسينُ حاملَ الشابِّ القـتيـل
نحـو الخيـامِ و الدمـا مـنـه تسيـل
صِـحـنَ النسـاءُ فـي صراخٍ وعـويـل
الــبــــدرُ قــد خسفـوا طـلوعـه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *
أمُّ القـتـيـل قـد أتت ولـهى ثـكـول
الـدمـعُ مـن عينيـها يجري وتقـول
بنـيَّ خُـذ قـلبـي عـسـاك أن تـئـول
فـــــراقُــــــك ما لا أستطـيـعه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *
لقـد قضيـتُ الليـلَ في مهدك سهرا
و قـد كـان رجائـي إذ أصابُ أجـرا
لمّا اكتملتَ في حسـابِ العمـرِ بـدرا
قــد خـسـفـوك يا عينَ الطليـعه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *
قـد كنتَ لي من هـذه الدنيا نصيب
و كنـتُ أرجـوكَ معـيـنـاً للمشيـب
فكيـفَ بي إذا مـضى عني الحبيب
فـــهـــا هـــيَ مهجتي صريعه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *
من قلبي قد أوقدتُ للعرسِ الشموع
فهاهيَ الشـمـوعُ قـد جـرتْ دمـوع
و هـاهـو قلبـي سقـط بيـن الضـلوع
تــهــدّمـــــتْ داري الـمـنيـعه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *
غـدا قلبـي يجـودُ كالطـيـرِ الذبيـح
بـل هـاهـو دمـاً على الأرض يسيح
بنـيَّ فـي عيني لقـد ضـاقَ الفسيـح
ضــاقــت عـلـي دنيتي الوسيعه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *
قد كنتَ إكسيراً لروحي ثـم سمعـي
أفـهل يُـجـدي عليـك سـيـلُ دمعـي
تـركتنـي أبكـيـكَ طـوراً ثـم أنـعـي
حـيــاتــي مــن بعـدك شنـيـعه
و الـعُـرسُ قــد أطفـئـوا شموعَه
* * *