الكرامة الحسينية

المقدمة

وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ

          

المقدمة :

أدرك الإمام الحسين أن مشكلة أعدائه تكمن في كونهم في تيهٍ وضياع، لا يشخّصون أين الطريق، ولا أين البداية أو النهاية، وأن مشكلة الإنسان الضال بشكل عام هي مشكلة غياب الوعي، ووعدم الإحساس بقيمة الحياة ولوازمها.

ومن هنا نفهم الأبيات التي قالها ليلة عاشوراء:

يا دهرُ أفِّ لك من خليلِ   كم لكَ بالإشراق والأصيل

من صاحبٍ وطالبٍ قتيلِ   والدهرُ لا يقنعُ بالبديلِ

وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ        وإنّما الأمرُ إلى الجليلِ

أي أن كل إنسان يسلكُ طريقاً وفق قناعاته وأفكاره النابعة إمّا من قراره الشخصي المبني على معرفة ذاتية، أو في المقابل شبهة وجهل ذاتي، أو ثالثاً من عدم قدرته على مقاومة العقل الجمعي الذي يسيّره ضمن قافلة المجتمع، فيسلّم عقله، وبالتالي مصيره إلى الآخرين.

كربلاء..  منظومة معرفية إلهية قادرة على إخراج الإنسان من الظلمات إلى النور ..

كيف أجابت قضية كربلاء على الأسئلة الوجودية الكبرى التي حيّرت العقول،

وأوجدت الإنسان الذي اتضحت لديه الصورة، كأوضح ما يمكن بحيث رأى مكانه في الجنة؟

متى يحصل الإنسان على الوعي؟ والقدرة على التشخيص والاختيار الصحيح؟

ومتى يمكن أن يدخل أولى مراحل التفكير فينتبه إلى أن وجوده في هذا العالم يختلف عن وجود الحيوان، أو النبات، أو الجماد؟

ومتى يمكن أن تشتعل في عقله الأسئلة الفكرية الفطرية الأولى:

من أنا؟

من أين؟

وإلى أين؟

وفي أين؟

ثم يدور لديه بعد ذلك صراع البحث عن إجابات على تلك الأسئلة؟

يدور الحديث في كلمة الإمام الحسين (وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ) حول المحاور التالية :

  1. لماذا (وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ) ؟

  2. معاني وأجواء عبارة ( وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ)

  3. اليقظة، ومنهج القرآن الكريم في إثارة الفكر

  4. (فقنا عذاب النار)، وأنواع العذاب الإلهي

  5. أسلوب القرآن الكريم في تنمية الشعور بالحياة الشمولية

  6. هشاشة النفس ونماذح من المعالجة القرآنية لها

  7. تابع لنماذج من معالجة القرآن الكريم للهشاشة النفسية

  8. مشكلة عدم الشعور بالحاجة للدين

  9. فهم التكليف

  10. الصورة الكاملة للعبودية في اجتماع وجهي العرفان والثورة ضد الظلم

  11. عرفان حق الإمام الحسين : سبط من الأسباط

  12. معالجة النظرة النقدية للدين

  13. بين سعي السيدة هاجر وسعي السيدة زينب

  14. السيدة زينب ورمز الحجاب وصلابة الروح

                                                          والحمد لله رب العالمين

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى