وكلُّ حيٍّ سالكٌ سبيلِ – فهم التكليف – ٨ محرم
عناصر الحديث
▪️ إذا اتضح للإنسان أنه يحتاج للدين بالفعل، فالخطوة المهمة التالية هي فهم حكمة التكليف الإلهي ،
▪️ ضرورة التعرف على علاقة العبودية مع الله تعالى
▪️الدين الذي أنعم به علينا منقسم إلى ايمان ( عقيدة) وإسلام ( شريعة)، وإحسان( أخلاق وتزكية) ،
▪️تقتضي العبودية مظاهر عملية في حياة الإنسان
▪️كيف يؤمر الأطفال بالصلاة في عمر سبع سنين وهم لا يفقهون معنى الصلاة
قال الله تعالى: ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا “.
كلما يقترب يوم عاشوراء يشعر الإنسان وكأنه يقترب من ليلة القدر، يوم العاشر اليوم الذي ضجت فيه السموات والأرضين، وبكى له رسول الله ﷺ والمعصومين ، لا شك أنه يوم استثنائي جدير بأن يعيشه الموالي بكل لحظاته وهو يصنع قدره مع الحسين وال الحسين .. ليلتحق بركب سفينة النجاة مع الإمام صاحب الزمان .
هذه المشاعر تتأجج خصوصا في هذه الأيام الأليمة التي سقط فيها شهداء من غزة الصمود في عملية مجرمة على يد الصهاينة الذين استقبلوا بالترحيب في معظم الدول العربية، ولم نسمع احد يندد بتلك العملية الاجرامية.
نسأل الله فرجا عاجلاً قريباً، نصر من الله وفتح قريب.
قال الله تعالى : ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع اهواء الذين لا يعلمون، إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئاً وإن الظالمين بعضهم اولياء بعض والله ولي المتقين
(وكل حي سالك سبيل) ، جملة قالها الإمام الحسين ليلة عاشوراء ضمن أبيات من الشعر أظهر فيها ألمه من انحراف الناس وانخداعهم بالدنيا، بحيث شوشت عليهم رؤيتهم للحقيقة .
عرضت سابقا من الأمور التي تشوش هذه الرؤية
أولا : الغفلة وعدم التفكير ، بحيث يتحول الإنسان إلى روبوت يقلد ما يفعله الاخرون،
وثانيا: الخلط في فهم قواعد الحياة، فيفهم البلاء الذي هو صورة ثانية للحياة، بأنه إهانة من الله تعالى له، ( وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن، ويفهم نفسه على أنه الجسد فقط ولا يحسب للروح الحساب المطلوب،
وثالثا: الهشاشة النفسية التي تجعل الإنسان يتعامل مع الحياة بسلبية ضمن فقاعة اسمها الأنا.
والسبب الرابع: هو عدم الشعور بالحاجة للدين، وقد تم طرح معالجة هذه النقاط بشكل إجمالي.
إذا تبين للإنسان فعلاً أنه يحتاج للدين، فهو بعد ذلك يحتاج مسألة مهمة أيضاً وهي فهم التكليف الإلهي،
في بداية حياتنا ربما خطر في بالنا سؤال، وسأل غيرنا، لماذا يجب أن يكلفنا الله؟
لماذا يجب ان تكون العبادة بطريقة معينة، وفي قوت معين؟
لماذا ليس مثل رب المسيحيين الذي يحب الناس فقط ولا يامرهم بشيء. لماذا الامر والنهي ؟ لماذا التكليف؟
لماذا لا نختار طريقة عبوديتنا ؟ فنساعد المحتاجين كما نريد، ونصلي كما نريد، كما يدخل غيرنا الكنيسة مثلاً ويشعلون شمعة ويدعون، ونتلفظ كغيرنا بضع كلمات شكر على الطعام، وقبل النوم نجثو مثلهم على رالركبة بجانب السرير ونطلب من الله ما نريد؟
لماذا صيام شهر كامل بالسنة؟ لماذا صلوات يومية ؟ لماذا الحلال والحرام؟
لماذا الرب يأمر وينهى؟ . ( مقولة سادغورو: المسلمون يحجمون صورة الله العظيمة حينما يدخلونه في كل صغيرة وكبيرة في حياتهم) ،
الكلام يحتاج التطرق إلى نوعية علاقة الإنسان بالله.
حينما يراجع الإنسان علاقاته، يجد أنه في حياته قد جرب مختلف العلاقات، في طفولته كانت علاقته منحصرة بوالديه، ثم تتوسع في علاقة مع إخوانه وأقاربه، ثم العلاقة مع الأصدقاء والجيران، ومعها ينتقل من الطفولة إلى المراهقة، خلال هذه الفترة تدخل العلاقة مع المعلم داخل إطار العلاقات، ثم قد ينفتح على العلاقة الزوجية، ومنها إلى العلاقة مع الأولاد، مع تنوع العلاقات هو يعرف نوع كل علاقة ومساحتها، ويعرف أنها مختلفة عن بعضها البعض،
خلال تلك العلاقات يتعرف على الله تعالى بعنوان أنه الخالق والمنعم والمميت حينما يرى بعض من حوله يموتون، والذي يجب أن نصلي له، لكن تبقى علاقة غامضة محدودة في هذا الإطار .
وقد تمر حياة الإنسان كلها في هذا الاطار، دون أن يكتشف المحور الأساسي في حياتهـ وهو الشعور بالعبودية، لسبب بسيط أن الشعور بالعبودية شعور لا يوجد تلقائيا، بل يتعين العثور عليه، ليس كالشعور كالحاجة والجوع أو العطش يظهر بسرعة، بل إما أن يكون الإنسان في وضع خطير يرى في قلبه تعلق لقوة تنجيه، أو يجب أن يؤدي الإنسان العبادات حتى يظهر هذا الشعور في حدود الأربعين من العمر،
لذلك من الطبيعي أن لا يشعر الإنسان في بداية حياته بحلاوة العبودية لأنه شعور يظهر في عمر متأخر، وكذلك يمكن أن يتأخر أكثر بسبب مزاحمة المشاعر الأخرى والعلاقات الاخرى،
لكن بمقدار سعي الإنسان لفهم العلاقة بينه وبين الله تعالى سيذوق ما يسمى بحلاوة العبودية. فالعبودية شعور سوف يظهر بعد أن يسعى الإنسان له، لذلك ورد في الرواية :” مروا صبيانكم بالصلاة إذا كانوا ابناء سبع سنين“، وقد يقول قائل أن الطفل في عمر سبع سنين لا يفقه شيئاً، فكيف آمره وكأني أتعامل معه على أنه روبوت، فيرى أن التربية الصحيحة تقتضي أن نتركه حتى يكبر ويختار طريقه.
هذا التصور يبين أننا لا نعلم أن هوية الإنسان هي العبودية، والعبودية ليست اختياراً، بل هوية، هي الحقيقة الوجودية للانسان، وعلى الطفل أن يدرك أنه عبدٌ لله، ثم يفكر بناء على ذلك. ولذا يخاطبنا الله تعالى أن نأمر الأولاد بالصلاة في هذا العمر، كي يدرك أنه عبد، ثم يقال له يا عبد الله تعال تعرّف على الله الذي أنت له عبد.
وإذا كان الطفل غير قادر على اختيار الله تعالى فهو بسبب توجيه وتربية الوالدين الذين وضعوا المعوقات أمامه من خلال أجهزة تشغل فكره، وتوقف قدرته على طرح الأسئلة.
فالعلاقة الثنائية بين الإنسان وربه إذا اكتشفها الإنسان فهي أفضل معرفة يمكن أن يحصل عليها في حياته لتجر له الخير كله، لأن هناك فطرة في الطفل أن كل مخلوق له مسؤول عنه . فإذا رأى بطة مثلاً أو أرنب أو قط، سوف يبادر للسؤال: (أين أمه؟ أين أبوه) . في داخل كل انسان هناك سؤال باطني هو البحث عن مولاه المسؤول عنه، ففي ذاته يفهم أن الله خالقه وهو المسؤول عنه.
فالاختيار يكون بعد العبودية لا قبلها، والعبودية من ثوابت الوجود مثل قانون الجاذبية، فقبول العبودية قانون وجودي من لوازم الوجود ليس باختيارنا، وإلا سنكون مثل من يرفض التعامل قانون الجاذبية، ويريد الطيران بدون أي وسيلة . فكما أنه لابد من قبول قانون الجاذبية ثم اختيار أين سنذهب؟
كذلك لابد من قبول العبودية ثم نقرر كيف ستكون عبوديتنا لله تعالى.
وفكرة العبودية أصلها هو الشعور بعظمة الله، ثم الخطوة الثانية: التوجه لله تعالى بالطلب من الله جواره، والشعور بالأمن في هذا الجوار (اللهم اني أسألك من بهائك بأبهاه، وكل بهائك بهي، اللهم اني أسألك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل ، اللهم اني اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ قُدْرَتِكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي اسْتَطَلْتَ بِها عَلى كُلِّ شَيْ، وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطِيلَةٌ، اللّهم إِنّي أسألُك بقدرتِك كلِّها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ، وَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ،)
الروح من جهة شعرت بعبوديتها لله تعالى، ومن جهة طموحة تريد العلم والجمال والقدرة والجلال والبهاء، لذلك تقف بين يدي الله أن يأذن لها أن تكون لها علاقة معه، الروح تريد أن تكون (عبد العزيز) لتحصل على العزة، وتكون (عبد الحكيم) لتحصل على الحكمة، وتكون (عبد القادر) لتحصل على القدرة .
الخطوة الثالثة: كيف نعبدك؟ كيف نصل إليك؟ آمرني .. يارب.. وهذه هي حكمة التكليف .. فالحكيم يريد لنا بعد الشعور بالعبودية والشعور بالأمان في ظل الرحمن الرحيم، أن نتمنى التكليف منه لنكون صورة منه خلفاء له لذا جعل لنا الشريعة (افعل ولا تفعل).
ولا شك أن الفرق بين الإنسان والنملة أو الجبل أو السماء هو التكليف، هو افعل ولا تفعل ، والتكليف هو الأمانة التي عجزت السموات والأرض عن حملها، فالله تعالى قد وفر طعام كل حيوان وكائن حي على وجه الأرض، وكذلك الإنسان لكنه لم يكلف الا الإنسان،
لاحظوا البشر في ضيافاتهم بين بعضهم البعض يقدمون الطعام، لكن الله تعالى في ضيافته في شهر رمضان يجوّع الإنسان، هل هذا يشير إلى شيء مهم؟ أن الناس يتعاملون مع أجسادنا فيكرمونا، والله تعالى يتعامل مع أرواحنا فيكرمنا بالجوع .
إذا كنا نريد أن نتعامل مع الله تعالى معاملة من يبحث عن الدلال والمحبة، ليتركنا نختار أن نعبده متى شئنا، أو أن لا يجوعنا فهذا يشير إلى نقص عاطفة.
بل العلاقة الصحيحة بين الإنسان والله تعالى تقتضي أن نقطة البداية أن يعرف الله تعالى الحكيم المبدع،
ثم تأتي الخطوة الثانية أن نتشرب هذه المعرفة، ونقوم ونقعد بها، ونقنع النفس الكسولة الجاهلة في داخلنا بهذا الأمر، فنعقد دورات خلوة مع النفس، أو نعرض أمامها أفلاماً وثائقية حول سعة العالم والكون ودقة صنعه، لنقنعها بحكمة الله ،
حتى ما إذا انتهى الامر، واتضحت حكمة الله في النفس بشكل جلي، تبدأ الخطوة الثالثة بقناعة أن الله من دون كل العلاقات في حياتنا يستحق أن نسلم له أمور قيادة أنفسنا . كما ورد في الدعاء ( إلهي أنت كما أحب، فاجعلني كما تحب ).
هنا تبدأ رائحة العبودية في النفس في الظهور ، وتبدأ بالنضج عملية الطهي التي بدأها الإنسان في نفسه، وبدأ الإنسان يفهم لماذا يكلفه الله تعالى، لأنه الحكيم الذي أوجده ونفخ فيه من روحه وأنزله الدنيا ليعمّر الأرض ليرجع إليه في نهاية المطاف بالقلب السليم، ولكن بإرادته وليس كروبوت، وحتى يساعده في الاختيار جعل له التكليف (افعل ولا تفعل) .
فالحديث في تتمة الحاجة للدين، هو في فهم حكمة التكليف من الله تعالى، ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها )، بعد أن فهم أنه محتاج للدين، يجب أن يكون هناك منهج للحياة يسمى الشريعة،
في اللغة الشريعة مورد الماء، وهو معنى راقٍ، وكأن الشريعة بأحكامها التي تشمل كل موارد الحياة تسقي أرواحنا، وتضمن لنا أن حياتنا الدنيوية الخاصة والعامة تبقى حياة ربانية ليس هناك شيء نقوم به إلا بنية صالحة، الشرع يريد أن تكون حياة الإنسان العملية، رحلة الحياة كلها في مرضاة الله، (فاتبعها ) ، فالشريعة هي طريق إلى الله يوصل الإنسان إليه، وتؤمّن له الحياة الطيبة من خلال عين الحياة.
ومن هنا جاء حديث النبي ﷺ لأبي ذر: ( ليكن لك في كل شيء نية حتى الأكل والنوم)
لا شك أن مما يساعد على قبول التكليف هو فهم الحكمة منه، فإذا ارتبطت النية بجميع تفاصيل حياة الإنسان فسوف يشعر الإنسان بمعنى ( إن الله معكم ) ، بالتالي يفهم نقطة مهمة هي أن هذا التكليف أحد أهم جماليات الرحمة الإلهية.
ومن هنا يأتي تفسير (الحمد لله رب العالمين)، الحمد لله لأنه تعالى كلفنا بعبادته عز وجل. واسم التكليف وإن كان فيه تضييق لحركة الاختيار في الإنسان (افعل هذا ولا تفعل ذاك)، ولكنه لما أتبعه بعد ذلك بصفتين (رب العالمين الرحمن الرحيم ) ، فهو يعني بها أن الله تعالى لكونه رب العالمين فقد كلفهم، ولأنه الرحمن الرحيم فقد كلفهم، فالتكليف منطلق من ربوبية الله الحاضنة لعباده والمشبعة لحاجاتهم، تلك الربوبية الرحمانية الرحيمية .
ولو تنبه العاقل، وعلم قيمة التكليف في الحياة، لحمد الله على أنه جل وعلا قد كلفهم. فالحكمة من هذا التكليف والتضييق هو حتى تصاغ روح الإنسان أحلى صياغة، فهو تكليف يرتقي بهم من أن يلتصقوا بالدنيا كالذباب .
الدين الذي أنعم به على الإنسان منقسم إلى إيمان وإسلام وإحسان، إيمان هو العقيدة ووجود الخالق ـ الإسلام هو الخضوع العملي لله تعالى، ويتمثل في علم الفقه والشريعة، والاحسان هو علم الأخلاق والتزكية.
كما ورد في الحديث أن جبريل جاء إلى النبي ﷺ بشكل رجل في حضور الصحابة فقال : يا رسول الله أخبرني عن الإسلام، قال النبي ﷺ: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداُ رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره، قال: فحدثني عن الإحسان، قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
هل انتبهنا لترتيب أسئلة جبريل: إسلام..إيمان..إحسان، ولماذا سأل عنهم مع الإحسان؟! لأن تطبيق الإسلام(التشريع) والإيمان(العقيدة) بدون أن نستشعر معرفة الله يجعل الإيمان والإسلام أجوف بلا إحساس..
وعُرِّف الإحسان بأن (تعبد الله كأنك تراه)،( أي أن العقيدة يجب أن تتجلى في الإنسان، وكذلك الشريعة) كحديث حارثة بن مالك وهو كما نقل ابن ثماني عشر سنة.. يراه النبي ﷺ شاحباً فيقول له: كيف أصبحت يا حارثة؟ فقال: أصبحت مؤمنا حقاً يا رسول الله، فقال النبي ﷺ: يا حارثة إن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك ؟ قال: أصبحت وكأني أرى عرش ربي بارزاً وكأني أرى أهل الجنة يتنعمون في الجنة، وكأني أرى أهل النار يصطرخون في النار، فعزفت نفسي عن الدنيا فقال له النبي ﷺ : يا حارثة قد عرفته فألزمه.. وكأن رسول الله ﷺ يقول هذه هي المعرفة التي جئت أتكلم لكم عنها. وهو بالفعل ما يقوله القرآن في قوله تعالى ( كلا لو تعلمون علم اليقين لترون الجحيم).
ولذلك شرعت العبادة حتى يحافظ الإنسان على روح العبودية فيه، يقول الإمام في سؤال لم أمرهم بالعبادة؟ فقال لئلا يكونوا ناسين لذكره، ولا تاركين لأدبه، ولا لاهين عن أمره ونهيه، إذا كان فيه صلاحهم وقوامهم، فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم الأمد فقست قلوبهم
وهنا تتضح الصورة والفرق بين تأمل الدورات البشرية، والدين الذي يظهر في النتيجة، فالاثنان يشتركون في أن التأمل هو تلك العلاقة التي يفرغ الإنسان فيها روحه من كل الانشغالات ويحاول فيها الاتصال بالمصدر ويشعر أنه محتاج إليه دائما، ليحصل على هذه القوة،
لكن الفرق أن التأمل الأول هو من أجل أن يتقوى الإنسان ليكون (أنا ) بشكل أكبر ما يمكن، وهو لا يريد أن يأخذ من الله أكثر من ذلك، ما دامت الـ (أنا ) هي التي تخطط للأمور .
أما التأمل في الدين فهو تلك العلاقة التي علاوة على أن الإنسان يفرغ فيها روحه من كل الانشغالات فهو يعمق العبودية لله تعالى، فيقول “قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين “، احتاج أن الله يخطط لي كل حياتي، انا مقدار ذرة او دونها ..
يقول الإمام : (فلو تركوا بغير تعبد لطال عليهم الأمد فقست قلوبهم)، متى يقسو قلب الإنسان؟ إذا لم يفهم قانون العبودية، بالتالي لا يحسن حل مسائل الحياة، ولا علاقاته مع الناس لأنه لم يعرف كيف يحل مسائله مع الله تعالى. فالعبادة هي تخصيص وقت لفهم تفاصيل هذه العلاقة وشم شذاها الطيب .
والحمد لله رب العالمين
زر الذهاب إلى الأعلى