مـضـى الحبيـب نـائـيــاً ديـــارا
أمـسـى غـريـب مـن نـأى المـزارا
* * *
قـد دفـنَ السـبـطُ أخاهُ في البقـيـع
مـقـطِّـعٌ لقـلبــه الســمُّ النـقـيــع
قد مُنعوا من دفنِهِ جنبَ الشفـيـع
مــــن جـــــدِّهِ أُبـعِـــدَ جـهـارا
أمـسـى غـريـب مـن نـأى المـزارا
* * *
و قد رمَـوا نعشَ الزكيَّ بالسهـام
ثم انبرى العباسُ واستلَّ الحُسام
نـادى الحسينُ لا قـتـالَ يا كـرام
وصــيــــــــــةُ السبـطِ لا تُجارى
أمـسـى غـريـب مـن نـأى المـزارا
* * *
جـاءَ الحسيـنُ للبقـيـعِ بـالفـقـيـد
سلَّ سهامَ البغيِ من نعشِ الشهيد
وارى أخـاه ، ثار في القلبِ و قيـد
أخـي الحـبيـب ذا الفـراقُ جــارا
أمـسـى غـريـب مـن نـأى المـزارا
* * *
جلسَ السبـطُ على القـبرِ حـزيـن
ينعـاه مـن قلبٍ كسيرٍ مستـكـيـن
قد كنتَ يا أُخيَّ لي حصناً حصين
وا حـســرتـــاه بـاعـدوا الجـوارا
أمـسـى غـريـب مـن نـأى المـزارا
* * *
ليسَ الحريبُ مَنْ مِنَ المالِ أصيـب
لكـنَّ مَـنْ وارى أخـاهُ ذا حـريـب
كـلُّ فـتـىً ففـيـهِ للـمـوتِ نصيب
وا لـهــفــتــــاه ذا الحبيبُ سارا
أمـسـى غـريـب مـن نـأى المـزارا
* * *
يحـقُّ لـي أ بكيـكَ أيُّـها الحبيب
مـنـذُ نـأيتَ عنا أمسيـتُ غـريب
أنـتَ بعـيـدٌ عني و القبـرُ قريب
مـنــذُ نــأيـــت مـا ألِـفـــتُ دارا
أمـسـى غـريـب مـن نـأى المـزارا
* * *