عُدْتَ يا يــومَ الشّهيــد عُدْتَ والكَــرْبُ شَديــد
عُـــدْتَ والشّعْــبُ شَريـــــدٌ وطَريــــد
* * *
يا لَـــهُ يَــــوْمٌ جَرَتْ فيــــه العُيـــون
يالَــــهُ خَطْــــبٌ بَكَتْــــهُ المُؤمنــــون
قَد مَضـــى عـــامٌ وَلَــمْ تَبْرُدْ شُجـــون
إنَّهـــــا أيّــــامُ ســــــودٌ ومَنــــــون
عـادت الذِّكْــرى تقــول قتلـوا نَجْــلَ الرّســول
وَيْحَهُم مَزَّقــــوا الذِّكْـــــرَ المَجيـــــد
* * *
عــادت الذِّكْــــرى عَلَيْنـــا بالعِتـــاب
مَضـــى عــــامٌ ودِمـــــاءٌ في تُـــــراب
هَلْ مَسيــلُ الدَّمْــعِ يَكْفينـــا جـــواب
هــذا حِــزْبُ الكُفْــرِ عــاثَ بالخـراب
أَيُّهــــا المُجاهِـــــــدون أيـن أنتـــم جاثمــــون
هــذا عـــامٌ مَــــرَّ والصَّــدْرُ فقيــــــد
* * *
يــا لَكَ مِــن صَــدر مَزَّقْـتَ صــــــدور
يــا لَكَ مــن دم أجْرَيْـــتَ بحـــــــور
أنتَ سِلْمٌ أنت حربٌ أنت نارٌ أنت نور
دَمُـــــكَ الطّاهِــــرُ يَغْلـــي ويَفــــــور
عَمَّهُــم شَـــرُّ البـــــلاء فـي بحـــورٍ ودمــــــاء
طِخْيَـــةٌ عميـــاءُ تُبْــــدي وتُعيــــــد
* * *
سيّـــدي قــد أَخْطَـأوا فيـــك العِـــدا
حيـــــنَ ظنّــــوا قتلــــوكَ جســــدا
حاشـــا ذا روحُـــكَ رَمْــــزٌ للفـــدى
دَمُـــكَ الطّــاهرُ لــم يَذْهَــبْ سُـــدى
دَمُــك خَــطُّ الجِهــــاد جعــل الخَصْــمَ رمـــاد
خـــابَ سَعْـــيُ كُلِّ جَبّـــارٍ عنيـــد
* * *
سيّــــدي إنْ غَيَّبــــوكَ في القُبــــور
خَسِئـــوا لم يُطْفِئـــوا من فيكَ نــور
كلمـــاتٌ خالـــدات فـي سطــــــور
إنّهــــا أسْلِحَـــةُ الحُــــرِّ الغيــــور
سيّـــدي مُــذْ قتلـــوك فـي القُلوبِ أسْكَنــوك
حاشـــا أنْ يُخْفيـــكَ تُــرْبٌ وصَعيـد
* * *
يا شهيــــدَ الدّينِ يا رَمْـــزَ الإبــــاء
قد رفَضْــتَ الـذُّلَّ واخْتَرْتَ الفِــــداء
مُذْ فُقِدْتَ مِنــّا قـــد حَــلَّ البَــــلاء
مِــن حـــروبٍ طاحنـــاتٍ ودِمــــاء
عُدْتَ يا يــومَ الشّهيــد عُدْتَ والكَــرْبُ شَديــد
أُشْهِـرَتْ كُــلُّ الفُئــوس حاصِـــداتٍ للــــرّؤوس
عَمَّنـــا الشَّرُّ كمــا حَبُّ الحَصيــــد
* * *
يا شهيــدَ الــدّينِ يَبْكيــكَ الفـــؤاد
والمَعــالي لَبِسَــت ثَــوْبَ الحِـــداد
أَوْدَعَ الرَّحمـــن فيــــكَ مـــــا أراد
دَمُـكَ الــزّاكي رســم خَطَّ الجهــاد
خَصْمُــكَ بــاتَ ذَليــل لَيْلُـــهُ مِنْــــكَ طَويـــل
سَــوْفَ يُسْقـى زَمْهَريــراً وصَديـــد
* * *
سيّــدي تَبْكيــكَ عَيْـنُ المَكْرُمـــات
ورُبـــوعُ العِلْـــمِ مِنـــكَ خاليـــات
أَوْحَشــوا منــك محاريبَ الصــلاة
أسكَتــوا قلبــاً هـو نَبْضُ الحيـــاة
أَسْكَتوا القَلْبَ الكبيـــر قابلــــوك بالصغيـــــر
إنّهـــم أحفـــادُ هِنْــــدٍ ويزيــــد
* * *
أَسَفـــاً لِلبَــدْرِ يَطْفيـــهِ الظَّــــلام
أسَفــاً للصّقْــرِ يفْريـــهِ الحِمــــام
قُتِـــلَ الصَّــدْرُ وها قدْ مَــرَّ عـــام
طَفَـــحَ المكْيــالُ هُبّـــوا يا كِـــرام
أينَ مَـنْ يَشْفـي الفُـــؤاد فَلَقــد طــالَ السُّهـــاد
كيفَ أصْبَحْتُـم إلـى الوَغْـدِ عبيـد
* * *
قد دهانــا الوَيْلُ وازْداد الدّمـــار
لـمْ يُفِـدْنا أيُّ نَـــوْحٍ واصطبـــار
يا إمامَ العَصْــرِ طــال الانتظـــار
ها هو الدَّجّـالُ في ضَـوْءِ النَّهـــار
قــد أَشـــاعَ المُنْكَـــرات وأَحَــــلَّ المُحرمـــــات
يَقْتُــلُ النَّـفْسَ جنينــــاً ووليـــد
* * *
كــم لكَ المَظْلــومُ هَمّــاً يَشتكيــه
كــم أبٍ قـــد أَثْكَلــــوهُ بِبنيـــه
كــم يتيـــمٍ حرمــوه من أبيــــه
كم صغيرٍ شَــرَّدوه عــن ذويــــه
كــم نســــاءٍ وبنــــات حُــرِموا شَـــمَّ الحيــاة
وشبابٌ أُعْدِمـوا فـي يـوْمِ عيـــد
* * *
سيّـدي قــد قتــلوا بنت الهُــدى
وشهيــداً أيـن منـــــهُ الشُّهــــدا
باقر الصَّـــدْر سُقِي كـاسَ الــرَّدى
من يَـدِ وَغْــــدٍ حقيــــرٍ أَلْحـــدا
أنت للعصْـــــرِ إمــــامٌ هـــذا يـــومُ الانتقـــام
كـــم لكَ ثــأْرٌ قديـــمٌ وجديــــد
* * *
كـــم لكَ ثـــأْرٌ وحَـــقٌّ نَكَـــروه
كم لكَ ضِلْــعٌ وصَـــدْرٌ كَسَـــروه
وقتيـــلٌ مــن قَفــــاه نحــــروه
ورضيــــعٌ بسهـــــامٍ فطمــــوه
ويــدُ الشِّمـــر الّلعيـــن قَطَعَــت رَأْسَ الحسيــن
ثـم عـــلاّه علــى رمــحٍ مشيــد
* * *
سيّدي كـم لك خِــدْرٌ مستبـــاح
ونســاءٌ سُيِّرَت تَطْــوي البِطــاح
إن بــدا منهُــنّ نَدْبـــاً ومَنـــاح
وَكَــزوهُنَّ بِأَطْــــرافِ الرِّمـــــاح
كـــم يتيــــمٍ بأنيـــــن من سيـــاط الظّالميــــن
جدُّكَ السَّجّـــادُ مَصْفـودٌ بقيـــد
سيّــدي هذي علامـاتُ الظُّهــور
أين أنت وَرَحى الحَـرْبِ تـــدور
جَمَلٌ يَرْغي كمــا الكَلْبُ العقــور
أَيْنَ من يَقْضي على رَأْسِ الفُجـور
جمـــلُ الفِتْنَـــةِ ثــــار فاعْقُـــــروه بالشِّفــــار
جمـــلُ الفتنة شيطــــانٌ مريــــد
* * *
زر الذهاب إلى الأعلى