الكرامة الحسينية

مباحثات كتاب معارف القرآن للشيخ محمد تقي المصباح

لشهر (يوليو - نوفمبر ٢٠٢٢)

تقيم حسينية المرحومة أم عبدالله خديجة كرم مباحثات في كتب مختارة أو(في تفسير القرآن الكريم كالأمثل أو الميزان ) مرة خلال الشهر باجتماع مجموعة من المشاركات ضمن مجموعات تصل أحيانا إلى ١٧ مجموعة ، تضم كل منها ست عضوات ، وتدير مسئولة المجموعة الجلسة الحوارية من حيث : تنظيم الوقت وإبداء الملاحظات والاستفسارات حول الموضوع .

يتم طرح كتاب محدد ( أو تفسير سورة من القرآن الكريم ) كل شهر ويتم تعيين كل قسم بأرقام صفحاته ثم تختار كل عضوة بما فيهن مسئولة المجموعة قسما من الموضوع ، ويحدد موعد للمباحثة ( عادة عصر يوم الثلاثاء في النصف الثاني من الشهر الميلادي ) ، وتقرأ كل عضوة الموضوع ثم تركز على قسمها الخاص وتتناوله بالشرح والتلخيص ثم إذا حان الموعد المقرر للمباحثة تتحدث كل عضوة خلال عشرين دقيقة فيما يخص قسمها وتترك للأخوات المشاركات طرح الاستفسارات ضمن الوقت المحدد .

وسيتم مباحثة الجزء الرابع والأخير من كتاب معارف القرآن للشيخ محمد تقي المصباح

يوم الثلاثاء الموافق ١٥ نوفمبر ٢٠٢٢ م .

كتاب معارف القرآن مكون من مجلدين :

في المجلد الأول يتناول المؤلف معرفة الله ( في الجزء الأول ) ، ومعرفة العالم ( في الجزء الثاني )

وفي المجلد الثاني يتناول معرفة الإنسان ( في الجزء الثالث ) ، ومعرفة الطريق ( الرسالة) ومعرفة الدليل ( الأنبياء والرسل ) في الجزء الرابع والأخير .

الكتاب قوي وعميق وأسلوبه قرآني منطقي وبعض أبحاثه فلسفية ، ويمتاز أسلوب الشيخ المصباح اليزدي بالوضوح والتبسيط الميسرللقارئ العادي . وفيما يلي مجموعة متفرقة مختارة من تلخيصات الكتاب  ،أرجو لكم طيب المتابعة ..

في الجزء الأول : معرفة الله

  • آية الميثاق :

آية الميثاق تبين ان لكل فرد انساني معرفة فطرية بالله تكونت من خلال مكالمة ومشافهة ربانية كانت نتيجتها هذه المعرفة الأصيلة بالله والتي تقطع أعذار المنحرفين ممن يقول أنه غافل عن تلك العقيدة او قد اتبع مجبرا عقيدة آبائه.

  • أساس هذه المكالمة ان الله جعل الناس شهداء على خلقهم ف (قال ألست بربكم قالوا بلى ) وهذه الشهادة قطعت على بني آدم كل الأعذار الموصلة إلى الكفر أو الشرك بالله .

  • هذه المكالمة والمشافهة بين الله وعباده هي نوع من العلم الحضوري والشهود القلبي ، وفي الروايات يتضح أنها معاينة أي رؤية قلبية : بمعنى أن الله أرى عباده أنه خالقهم ولولا ذلك (لما درى أحد من خالقه ورازقه ) أي هي فطرة مخزونة في قلب كل فرد .

  • هذا العلم أو الدراية أو المعرفة بالله هي عند كل الناس بدرجة نصف وعي .

وأما الوعي التام بهذه المعرفة الإلهية فإنما تتم لأولئك الذين قطعوا تعلقاتهم بالدنيا .. هؤلاء فقط من تكون معرفة الله حاضرة في قلوبهم دائما.

  • وهم أولياء الله ،كما يقول الإمام الحسين (ع) في الدعاء : ( أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك؟)

  • أو قول الإمام علي (ع) : ( كيف أعبد ربا لم أره؟)

  • وينبه الله الناس إلى هذه الحقيقة في القرآن الكريم كلما استعرض آياته في السموات والارض و مخلوقاته للإنسان فيعقب ذلك بقوله ( ذلكم الله فأنى تؤفكون) أو ( ذلكم الله ربكم لا اله الا هو )

  • كأنه ينبهه إلى أن يد الله ظاهرة في خلقه فلا تغفل عنه .

  • نعم تعتبر هذه الآية من المتشابهات لأن تفسيرها يعد غامضا فمن جهة نحن لا نتذكر هذا الموقف بيننا وبين الله ومن جهة أخرى فإن الآية لا توضح في أي زمن كان هذا اللقاء ،  ثم يبدو من الآية أن اللقاء لم يكن من وراء ستار أو بالصوت فقط ، إذ كان من غير المنطقي أن يسمع الناس من يقول لهم : (ألست بربكم) ويقروا بالشهادة وهم غير متيقنين من المتكلم ، وهذا يدلنا على أن الناس كانوا عارفين بخالقهم عندما شهدوا بأن الله هو الرب لا إله إلا هو.

  • الروايات ( عن الإمامين الباقر ع والصادق ع ) تدل على أن هذا الموقف كان معاينةً ،  أي بالنظر بالعين ، مثل الطبيب الذي لا يكتفي بالفحوصات وإنما يعاين مريضه ،وبحسب الرواية أن الناس بعد هذه المكالمة ( نسوا الموقف وبقيت المعرفة )

  • هذه المعاينة ليست رؤية بصرية بل قلبية حضورية تماما عندما يتحدث الإنسان عن نفسه ويقول : أرى أني أتحدث .

  • تكملة الرواية : ( ولولا ذلك لما درى أحد من خالقه ورازقه )

  • اللطيف في الرواية انها لم تقل: لولا ذلك لما درى أحد أن له خالقا ورازقا ، بل ( لما درى أحد مَن خالقه ورازقه )

  • أي إن الإنسان يستطيع بعقله أن يثبت أن لهذا العالم – بل وله هو نفسه – خالقا ورازقا ، أي تكون له معرفة كلية به، لكنه يستحيل أن يتوصل إلى (من يكون هو هذا الخالق ؟)  أي أن تكون له علاقة قلبية معه .

  • وهذا الموقف الذي تكلمت عنه آية الميثاق هو الذي صنع هذه العلاقة القلبية ..

  • وعلينا ان نستحضر هذا الموقف في مناجاتنا مع الله ودعائنا حتى تصبح درجة وعينا كاملة بربنا

  • عندها لا يناجي العبد ربه فقط بل كما يقول امير المؤمنين ع ( فناجاهم في سرهم ) أي أن الله هو من يناجيهم .

  • ملخص الآية ان للإنسان علما حضوريا -عن الله الخالق- كامنا في قلبه فكلما رأى شيئا من آثاره عرف أنه من صنع الله وهي معرفة غير مكتسبة ، وكلما تعمق في علمه كان واعيا بربه وسبب هذا العلم تلك المكالمة والمشافهة بين الله وعباده .

  • التوحيد الفطري

  • فهمنا من آية الميثاق أنه ليست معرفة الله هي الشيء الفطري الوحيد للإنسان ،  بل معرفة أنه الرب الخالق هي معرفة شهودية وعلم حضوري فطري كذلك.

  • ولما كان كل أعضاء الموقف من البشر شهدوا بان الله ربهم ، إذن ليس هناك من رب خالق غيره ، أي إنه إله واحد ولهذا جاءت الآية التالية مباشرة : ( أم تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل )

  • فآية الميثاق تدل على ان توحيد الله فطري وعلم حضوري كامن في القلب

  • يقول الإمام الصادق (ع ) : ( فطرهم على التوحيد،) ،( فطرهم على المعرفة أن لا رب لهم سواه )

  • ارتباطنا بالله هو ارتباط تكويني حقيقي والمؤلف يمثل لتلك الرابطة بعلاقة الإنسان بذهنه

  • فاذا فكر الانسان بشجرة تفاح انطبعت في الذهن شجرة تفاح لكنه بمجرد أن ينصرف ذهنه عنها تختفي الشجرة .

  • علاقتنا بالله ( ولله المثل الأعلى) بمثل تلك الصورة للشجرة .. فلا يوجد الوجود إلا إذا أراد الله وجودنا .

  • ومن يتوجه إلى هذا المعنى بقلبه ؛ أي يعلم حقيقة وجوده انما هو لأن الله شاء ذلك ولو لم يشأ لن يكون له وجود .

  • هذه المعرفة إذا توجه لها الإنسان بقلبه كان من أولياء الله لأن آية الميثاق إنما اوردها الله ليذكر الإنسان ما غفل عنه من التوحيد الفطري والعلم الحضوري بالربوبية في عالم الذر .

  • المعرفة الفطرية لها معنيان :

  • اما معرفة بالعقل والاستدلال

  • واما بالشهود والحضور القلبي

ولازال في قلوبنا شيء من هذه المعرفة الحضورية بربنا ، ولهذا فمثلنا مثل من رأى آثار صنعة لصانع ماهر قد عرفه من قبل من آثاره ، فاذا رأى شيئا من صنعه يشبهه في الجودة والإتقان لا يمكن أن يقول إنه لصانع آخر او لصنم أو ماشابه ذلك ، لأن قلبه يعرف ذلك لكنه ربما غفل عنه لشدة تعلقه بهذا العالم المادي.     

                                               تم

القدر الإلهي

١هو أحد المراتب المتأخرة للفعل الالهي ويأتي قبل القضاء رتبةً،  وهما من المسائل المعقدة في الإلهيات ، قد تم التحذير من التعمق فيه بلا فكر أو تحليل لأن أقصى ما يقع فيه غير المختص هو:  إما الحيرة والضلال أو الإيمان بالجبرية.

٢الايمان بالقدر والقضاء لا يعني سلب إرادة الإنسان واختياره ، وإنما كل ما يقع من الإنسان من فعل اختياري وأيضا غير اختياري هو في منظومة علم الله .

٣القدر ( بفتح الدال أو بتسكينها) يعني :

١-مقدار الشيء وهو التقدير العلمي ومنه القدر بمعنى المنزلة الرفيعة

٢إيجاد المقدار في شيء وهو التقدير العيني.

أمثلة القرآن لهذين المعنيين

( إنا كل شيء خلقناه بقدر) أي جعلنا له مقدارا

( وقدر فيها أقواتها )

(والتقى الماء على أمر قد قدر)

وكلها أمور تكوينية

ويتعلق القدر أيضا بالأفعال الاختيارية مثل قصة الوحي مع موسى :

(ثم جئت على قدر يا موسى )

وحادثة بدر ( ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا)

القضاء هنا بمعنى القدر ( غير الحتمي )

٤تقدير الله لأفعال الانسان الاختيارية لا تعني سلب الإرادة فيها ،

بل تعني أن كل فعل يقوم به الإنسان تتدافع فيه علل ناقصة ، لأن الإنسان محدود ويحتاج في فعله إلى مجموعة من العوامل تسمى العلل الناقصة منها مثلا :

  • وجوده في زمان ومكان معين

  • قدرته على القيام بالعمل

  • وجود الأدوات والوسائل المحيطة به للعمل

وكل هذه العلل الناقصة مؤثرة بطريقة ما في إنجاز العمل .

يأتي تقدير الله بأن يجمع هذه العلل ليكون الفعل مواتيا ومتاحا للإنسان ثم بعد ذلك يخطو الإنسان بالحركة الأخيرة والتي تمثل العلة التامة للفعل .

ليأتي القضاء الإلهي في هذه المرحلة فيسدد العلة التامة .

٥تقدير الله يتعلق بالعلة الناقصة في فعل الإنسان لذا هو قابل للتغيير لأن هذه العلة مرتبطة بعدة مقدمات قريبة وبعيدة ؛ منها على سبيل المثال : إعطاء الصدقة وصلة الرحم والدعاء فإن لها تأثيرا غيبيا على تقدير الأمور ، وعلى الرغم من عدم وجود علاقة طبيعية بين زوال المرض والدعاء إلا أن حقيقة العلاقة هي ما وراء طبيعية ، أي إن الله يصرف ذاك المرض بهذا الدعاء.

٦وهذا يمهد لفهم موضوع البداء وقد قيل فيه ( ماعبد الله بشيء أفضل من البداء) وهي فكرة مبنية على أساس أن التقدير الالهي مشروط بعدة أمور، أي قد لا يتحقق الفعل المقدر ( مثلا موت شخص ما) لتدخل شرط الصدقة او الدعاء في سلسلة التقديرات ، ،

ولكن هذا التغيير في التقدير ألا ينافي علم الله الأزلي الثابت ؟ وهي شبهة تعرض للبعض ، وجوابها :

إن علم الله ينقسم :

إلى أزلي ثابت لا يتغير يتعلق بالحوادث الحتمية وهو موجود في أم الكتاب او اللوح المحفوظ.

وعلم متغير بحسب العلل الناقصة وشروطها ، ويعبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى ( يمحو الله ما يشاء ويثبت ) وهو لوح المحو والإثبات.

٧التقدير الالهي أيضا يختص بالزمن،  فكل موجود مثلما أن له حيزاً مكانيا وحدود طول وعرض وعمق فإن له أيضا مبدأ ونهاية زمنية تسمى الأجل ( وسخر الشمس والقمر كل يجري إلى أجل مسمى )

والأجل مثل القدر فبعض منه ثابت لا يتغير ( إن اجل الله إذا جاء لا يؤخر)

وبعض منه قد يؤخر نتيجة إيمان البعض مثل قوم يونس ( كشفنا عنهم عذاب الخزي)

القضاء الالهي

١يعد القضاء المرحلة النهائية في مراتب الفعل ويأتي بعد التقدير، لأنه يتعلق بالعلة التامة أي الحتمية والضرورية لإنجاز الفعل ، أما التقدير فيتعلق بالعلة الناقصة أي المشروطة او المتعلقة بمقدمات أخرى،

لكن جرت الروايات على إطلاق كلمة القضاء أيضا على القدر ولذا ورد في الروايات القضاء الحتمي والقضاء غير الحتمي ويقصد به القدر.

٢كان للمعتزلة وللأشاعرة صراع طويل في موضوع القضاء اذ أكدت الطائفة الاولى على اختيار الإنسان وحرية إرادته ، بينما تبنت الثانية فكرة الجبرية ، وكلاهما حاد عن الصواب لعدم تقصي معاني القضاء في القرآن الكريم .

٣المعاني التي أوردها القرآن الكريم لمفردة القضاء :

  • تشريع أمر مهم وواجب مؤكد كما في قوله تعالى : (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)

  • إصدار الحكم وإنهاء الخصومة: (وربك يقضي بالحق)

  • إعلام وبيان ، ومنه قوله تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن..)

وفي هذا الموضع يأتي بمعنى التضمين والإشراب : أي أن اللفظة تتعدى بمعمول لمفردة أخرى

فالقضاء في قضينا إذا تعدى بحرف (إلى ) كان بمعنى: أوحينا

  • الانتهاء وإتمام الأمر: (قضي الأمر الذي فيه تستفتيان) ( وقال الشيطان لما قضي الأمر)

وهذا هو المعنى المقصود في هذا الباب

٤من مقارنة الآيات يتبين أن معنى الإرادة الإلهية في قوله ( إنما أمره إذا أراد شيئا …) هو نفس معنى القضاء لقوله تعالى ( إذا قضى أمرا فإنما ..) لأن المحصلة هي أن ( يقول له كن فيكون )

٤تظهر شبهة : أن القدر وحرية الانسان يمكن التوافق بينهما لأن تقدير الله لا يتعلق بالمرحلة النهائية للفعل بل بالمقدمات بينما في القضاء فإن ارادة الله تتدخل في العلة التامة للفعل الإنساني وهذا يؤدي إلى الجبر المنافي لخلقة الإنسان ،

وللرد على هذه الشبهة نقدم بمقدمة :

إن الموجودات تتحقق لعلل متعددة ونحن إنما نلحظ العلل القريبة والمباشرة لها ونغفل عن البعيدة ، أو ما وراء الطبيعة،  فمثلا نزول المطر يتحقق بمجموعة علل مادية مباشرة وقريبة : من تجفيف المياه في البحار ثم تبخيرها وتكثفها في السماء وتجمعها على شكل غيوم وسحاب ثم تحريكه بالريح فينزل مطرا في ظروف جوية ملائمة ، كل هذه العلل قريبة ومباشرة لكن حتى العلماء يبحثون عن ما وراء هذه الظاهرة وهذا هو ديدن القرآن إذ ينبه غفلتنا عن الأسباب غير الطبيعية للحوادث العادية التي نراها فيقول:

( هو الذي أنزل من السماء ماء)

(هو الذي يصوركم في الأرحام )

(يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور)

وهذا لا ينفي وجود علل مادية قريبة ومباشرة لكن القرآن يلمح إلى أن نرى يد الله نافذة في كل الموجودات وظواهرها،

وهذا هو طريق العرفاء ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق )

٥أقرب تشبيه لعلاقة الله بالموجودات ( ولله المثل الاعلى) علاقة الإنسان بفكرة أو صورة خلقها في ذهنه فكما أننا نتحكم في أفكارنا ونترجمها مثلا كقصة نكتبها ، فيها شخوص وأحداث وواقع معاش وتبدو كأنها حياة مستقلة إلا إنها في الحقيقة مرتبطة بنا وباختيارنا وتصورنا.

٦قضاء الله ليس في عرض العلل المادية بل في طولها .

وهذا هو الفرق بين اختيارنا ( علاقتنا بالأفكار والأفعال ) والقضاء الالهي وهو (علاقة الله بأفعالنا ) وهي تكون على مستوى طولي أرفع.

ففي مستوى معين يكون لنا ارتباط بأفعالنا وعلى مستوى أعلى منه نحن وأفعالنا نرتبط بالله

مثلا قد نتصور أن يُجبر الإنسان على فعل معين ، كأن يقيد ويفتح فمه بالقوة ويشرب المسكر وقد نتصوره مخيرا فيرغب في شربه لكنه يقرر ألا يشرب ، في كلتا الحالتين يكون تصور هذا الحدث متعلقا بأذهاننا نحن وكذلك هي علاقة الله بنا وبأفعالنا .

٧إن إدراك مسألة القضاء الإلهي وطرحها في القرآن بهذا العمق على الرغم من صعوبتها يقصد منها :

١أن يتدرج الإنسان في فهمه للتوحيد الأفعالي لله فالإنسان البسيط يدرك أن لا شيء يحدث في الوجود إلا بعد إذن الله ثم يتدرج المفهوم ليصبح متعلقا بمشيئة الله وإرادته وعلمه ثم يفهم القدر والقضاء فيصبح توحيده لأفعال الله توحيد العرفاء والأولياء والأنبياء أي عقيدة الإنسان الكامل .

٢ثم على صعيد البعد التربوي تهيئ للناس -خاصة في بداية الدعوة الاسلامية -الاطمئنان والتوازن النفسي فلا يشعرون بالحزن أو القلق من المصاعب التي تحل بهم ولا الطيش والغرور عند الانتصار بل يتوجهون في كل أحوالهم إلى الله العالم بكل شيء والمقدر لكل شيء

                                                                             تم

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى