يمين العباس (ع)
ما هَمَّني قطعُهم يميني
العباس أنا فادياً لديني
***
إني أنا العباسُ نجلُ المُرتضى
أحاربُ الطُّغيانَ لو أغدو شظى
أرجو من اللهِ بذا عزِّ الرّضا
رضا الإله حده يكفيني
العباس أنا فادياً لديني
***
قد شفَّ قلبي واستَدَرّت أدمُعي
مرأَى ظمايا وصغارٍ لا تَعي
شكواهُمُ قد أحنى مني أضلعي
مهما يكن موتي لا يثنيني
العباس أنا فادياً لديني
***
لما بدا الماءُ أمامي كاللُّجين
فهزّني ذكرُ ظما قلبِ الحُسين
خاطبْتُ نفسي كُفّي عمّاتطلبين
تالله ما أحنَثُ يميني
العباس أنا فادياً لديني
***
ملأتُ للسّقا وقابلتُ الصّفوف
لم يثنِني ضربُ الرّماحِ والسّيوف
فالماء أغلى من حياتي بل ينوف
فلتذهبِ النفسُ لا تَعْنيني
العباس أنا فادياً لديني
***
ياموتُ خذ يدايَ واتركْ لي السّقا
أودّ أن أسقي العطاشا باللّقا
لكنّما الماءُ بسهمٍ أُهْرِقا
كأنما قد قُطِعَ وتيني
العباس أنا فادياً لديني
***
كأنني أسمع أصواتَ الصّغار
ياعمُّ أَسرِع فالظّما في القلبِ نار
لكنّما السهمُ قطع ذاك الحِوار
جاء العمود وانبرى أنيني
العباس أنا فادياً لديني
***
سمعتُ قربي صوتَ مولايَ الحسين
يقول قد كَسَرْتَ ظهري أنت أين
لستُ أراه لم تكن عندي يدين
قد ضَمَّني لصدره الحنون
العباس أنا فادياً لديني
***